حضرموت اليمنية ملف نزاع سعودي – إماراتي والخاسر الوحيد هو اليمن
كتب حسين مرتضى ..
كعادتهم يتفقون في البداية على تدمير مقدرات الدول والعبث بأمنها ثم يختلفون على تقاسم الغنائم هذا هو واقع الحال بين النظام السعودي والنظام الإماراتي بما يخص الوضع في اليمن.تفيد المعلومات الصحفية بأن التنافس بين حكومتي الرياض وأبو ظبي على النفوذ في المحافظة اليمنية “حضرموت” قد يؤدي إلى صراع بين الجانبين أو وكلائهما،مما يهدد بإثارة “تفتت خطير”.حيث أكدت المعلومات أنّ السعوديون لا يريدون أن يروا “نفوذهم يتضاءل على يد الإماراتيين”،خصوصا في محافظة حضرموت اليمنية،التي تُعتبر “نقطة وصول” إلى بحر العرب بالنسبة للملكة،مما يسمح لها بتنويع طرق التجارة وتصدير الطاقة،وتوفر للمملكة “عمقًا استراتيجيًا” من خلال تقليل اعتمادها على مضيق هرمز البحري.تاريخياً بدأ التحدي الإماراتي للنفوذ السعودي في تلك المحافظة في العام 2016،مع إنشاء الإمارات العربية المتحدة “قوات النخبة الحضرمية” للمساعدة في إنهاء وجود تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية هناك،ومنذ ذلك الحين،وسع الإماراتيون نفوذهم على طول ساحل بحر العرب،والذي يعتبره السعوديون جزءًا من مجال أمنهم القومي.الإمارات تريد حماية مصالحها في المحيط الهندي عبر السيطرة على موانئ اليمن،مما يسمح لها “بتعزيز المكانة الرائدة لميناء جبل علي الإماراتي”،بالإضافة إلى “بناء نفوذ أكبر في اليمن على طول الحدود السعودية وعبر خليج عدن،ما يسمح بالمقايضات في سياقات إقليمية أخرى”.وبمقابل ذلك قامت السعودية باتخاذ العديد من الخطوات لمواجهة النفوذ الاماراتي من بينها دعم تشكيل الهيئة العليا للمفاوضات في عام 2023 وموازنة الترتيبات القبلية المدعومة من الإمارات إضافة لتعزيز بناء ما تسمى قوات درع الوطن كما قامت السعودية بالتعاون مع شيوخ مؤثرين لمواجهة الشخصيات القبلية متوسطة المستوى التي تدعمها الإمارات.وتشير المعلومات إلى أنّ الخلافات الحادة المتزايدة بين المملكة والإمارات تعرض استقرار حضرموت للخطر،وتؤدي إلى تفاقم الانقسامات المحليّة،وإلى وإنشاء قواعد عسكرية جديدة،ما من شأنه أن يدفع القوات المتنافسة في المحافظة إلى مواجهة عسكرية.