من شعار “الأسرى أولًا” إلى واقع التضحية بهم… ماذا خلف قرار العدو توسيع عمليته البرية في غزة؟
مرارًا وتكرارًا، أعلنت حكومة العدو الإسرائيلي أن “استعادة الأسرى” أولوية، لكنّ قرار الاجتياح البري الواسع بعد عام ونصف من الفشل في إعادتهم، إلا عبر صفقات التبادل، يكشف أنّ النية الحقيقية تتمثل في إسقاط “حماس”، التي زعم العدو سابقًا أنها سقطت، ولو كان الثمن أرواح الأسرى أنفسهم.ففي تصعيد غير مسبوق، أعلنت حكومة الاحتلال المصادقة على خطة شاملة لتوسيع العملية العسكرية البرية في قطاع غزة، في وقتٍ تشهد فيه الساحة الداخلية للعدو احتجاجات شعبية متصاعدة وغضبًا واسعًا من عائلات الأسرى، الذين يشعرون بأنّ أبناءهم باتوا وقودًا لقرار سياسي وعسكري متهوِّر.وبينما تحاول الحكومة الترويج لهذه العملية تحت شعار “هزيمة حماس وإعادة الأسرى”، فإنّ الوقائع والتصريحات الرسمية المتضاربة، والمشهد الداخلي الإسرائيلي، تشير إلى تناقض خطير بين الأهداف المعلَنة والحقائق على الأرض.وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال في تصريح لوسائل الإعلام: “نتجه نحو عملية ستتضمن هجومًا واسعًا يشمل نقل معظم سكان القطاع، واستمرار الضربات، وتصفية المسلحين، وتفكيك البنى التحتية، وبالنسبة للجيش، استعادة الأسرى هي الأولوية القصوى، وبعد ذلك يأتي إسقاط حماس”.لكنّ الواقع يؤكّد عكس ذلك؛ إذ إنّ العملية البرية الواسعة، كما تم تنفيذها سابقًا في أكثر من منطقة في القطاع، تُعرّض حياة الأسرى الصهاينة لخطر بالغ، وتُقلّل فرص استعادتهم أحياء. فكيف يمكن اعتبار الأسرى أولوية، بينما يُتَّخذ قرار عسكري يؤدي عمليًّا إلى تهديد مباشر لحياتهم؟“لا نريد أبناءنا جثثًا”من جهتهم، أعربت عائلات الأسرى عن رفض صريح لتوسيع العمليات، موجّهة رسالة مباشرة إلى رئيس هيئة الأركان جاء فيها: “كيف سيوسّع الجيش القتال في غزة ويتجنّب الإضرار بأبنائنا؟”وقالت بعض العائلات خلال احتجاجات في القدس: “نحن لا نريد سماع شعارات، نريد أفعالًا تُعيد أبناءنا أحياء. إن كان لا يمكن استرجاعهم إلا بصفقة، فلتُنجَز الصفقة… لا نريد أبناءنا جثثًا”.تعكس هذه الأصوات انقسامًا داخليًا حادًّا في “إسرائيل”، حيث يرى أهالي الأسرى أنّ الحكومة تستخدم أبناءهم غطاءً لتبرير عملية عسكرية موسّعة.