واشنطن وسياسة العصا والجزرة .. سورية إلى أين ؟

كتب حسين مرتضى ..

بداية لابد من ايضاح مسألة بغاية الأهمية فالموقف من الشعب السوري ثابت لا يتغير مع تغيير القيادة ونحن نؤمن بتجذر الفكر المقاوم في عقل السوريين مع اختلاف طوائفهم وبالتالي فإننا نحترم خيارات الشعب السوري الذين عشنا معهم خلال سنوات الحرب السابقة.وبالمقابل لابد لنا من تسليط الضوء على الوضع السوري الجديد من الناحية السياسية وتحديداً موقف الدول الغربية وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية من الدولة السورية.لم يكن مستغرباً ان يزور وفد أمريكي دبلوماسي سورية للقاء ( الجولاني ) الموضوع على لوائح الإرهاب الأمريكية فواشنطن كانت تشكل الداعم للمتغيرات الأخيرة وبالتالي كان لابد من الاطلاع على حقيقة الوضع السوري لإستكمال ترتيبات المرحلة القادمة.الوفد أكد للجولاني بضرورة أن تكون سورية دولة مدنية خاصة وأن دول المنطقة ترفض قيام دولة إسلامية متشددة إضافة إلى أن كيان الاحتلال الصهيوني لايقبل بقيام مثل هذه الدولة ليكون رد ( الجولاني ) بأنه ملتزم بقيام دولة مدنية لكن الامر يتطلب مهلة زمنية ليتمكن خلالها من حل الفصائل المسلحة وتأسيس جيش سوري.وهنا لابد من التأكيد بأن ( الجولاني ) استثمر التنظيمات الإرهابية لتحقيق مشروعه كونها كانت القوة الوحيدة المتوفرة في المرحلة السابقة وهذا الامر تم التأكيد عليه للوفد الامريكي الذي كان من بين أعضائه ممثل عن وكالة الاستخبارات الأمريكية.( الجولاني ) تحدث عن إطلاق مؤتمر الحوار الوطني ليتم بعد ذلك تشكيل جمعية تأسيسية تضم ممثلين عن مختلف شرائح الشعب السوري لتكون مهمتها وضع دستور جديد للبلاد.ولأن هدف الإدارة الامريكية إبعاد سورية عن القضية الفلسطينية ودعم المقاومة كان الطلب الابرز هو منع اي دعم وتواصل وعن العلاقة مع طهران فقط تقتصر على العلاقات الدبلوماسية وهذا الأمر الذي لايعارضه ( الجولاني )وعلى صعيد السياسة الداخلية طلب الوفد الأمريكي منح الطوائف السورية حرية ممارسة الشعائر الدينية ليكون شرط ( الجولاني ) بأن لايتم المساس بالامن الوطني من قبل تلك الطوائف.كما تناول الاجتماع مسألةرفع العقوبات الامريكية عن سورية حيث اكد الوفد بأنه سيتم رفع العقوبات بالتدريج بحيث لا تؤثر العقوبات على حياة الشعب السوري.وهنا علينا التأكيد بأن ترامب القادم إلى البيت الأبيض وضع سورية تحت مجهر المراقبة لينتظر الافعال وليتمكن من التدخل بالشأن السوري ليبرز دور واشنطن كلاعب رئيسي في المنطقة.