الاعلامي حسين مرتضى عبر قناة nbn .. لبنان بين استهداف المقاومة ومشاريع الانقلاب السياسي: صراع على هوية وطنية ووجودية

0 minutes مدة القراءة
1449 مشاهدة

تشهد الساحة اللبنانية اليوم تصعيداً سياسياً وإعلامياً خطيراً، يترافق مع محاولات واضحة للنيل من المقاومة وسلاحها، ما يعكس مشروعاً إقليمياً واسعاً تقوده حكومة الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي. المشروع يستند إلى قاعدة ثابتة: ضرب رأس الحربة في كل دولة ممانعة، كما حصل في سورية سابقاً، والآن يُراد تكراره في لبنان.

استهداف المقاومة ومحاولة تغيير المعادلات

كيان الاحتلال يرى في المقاومة التهديد الأبرز لأمنه القومي، وهو ما دفع رئيس حكومة العدو إلى الإعلان صراحة عن مشروع يستهدف دول المنطقة لحماية أمن “إسرائيل”. في لبنان، تُترجم هذه المحاولات عبر ضغوط سياسية داخلية وخارجية، ترافقها دعايات إعلامية ضخمة لخلق شرخ بين مكوّنات المجتمع اللبناني، خصوصاً بين الجيش والمقاومة.

في هذا السياق، برزت تصريحات بعض القوى اللبنانية التي اتهمت إيران بالتخلي عن حزب الله، قبل أن تنقلب المواقف بعد زيارة الدكتور علي لاريجاني الأخيرة، حيث تبيّن أن التنسيق والدعم الإيراني ما زال قائماً وبزخم متجدد.

الجيش اللبناني.. مؤسسة وطنية وليست ورقة ضغط

الجيش اللبناني، الذي أثبت وطنيته في أكثر من محطة أبرزها معركة الجرود، يتعرض اليوم لمحاولة زجّه في صدام داخلي يخدم أجندات خارجية. أصوات سياسية تراهن على صدام بين الجيش والمقاومة، متناسية أن الجيش والمقاومة ينحدران من البيئة الوطنية نفسها، وأن أي تفجير داخلي سيكون على حساب وحدة لبنان.

تجربة عرسال عام 2014 ما زالت ماثلة في الأذهان، حين ساهم القرار السياسي الخاطئ في ذبح جنود الجيش، وهو ما يحذّر منه اليوم كثيرون. فالجيش ليس حقل تجارب بيد السلطة التنفيذية، بل هو صمام أمان وطني يجب تحصينه.

خطاب الشيخ نعيم قاسم.. ردع لا تصعيد

خطاب الشيخ نعيم قاسم، جاء رداً على محاولات الانقلاب الأخيرة التي سعت بعض القوى السياسية والإعلامية إلى تمريرها. ورغم محاولة البعض وصفه بالتصعيدي، إلا أن مضمونه حمل رسائل ردع داخلية واضحة، تهدف إلى منع أي اقتتال داخلي.

الخطاب أكد أن الانقلاب السياسي لم يستهدف فقط المقاومة، بل شمل أيضاً رموزاً وطنية مثل دولة الرئيس نبيه بري، الذي لعب على الدوام دور “الأخ الأكبر”، مانعاً الفتنة وحافظاً على التوازنات الداخلية منذ عام 2005.

دور نبيه بري وحركة أمل في حماية التوازن الوطني

الرئيس نبيه بري، الذي وصفه السيد الشهيد بأنه “الأخ الأكبر”، لم يوفّر جهداً في تقريب وجهات النظر وتحصين الساحة الداخلية. موافقته على القرار 1701 كانت بهدف وقف العدوان وحماية المدنيين، فيما ظلّ حاضراً في أصعب الملفات، من السلاح إلى الخطة الدفاعية، وصولاً إلى الاستحقاقات الدستورية.

اليوم، ومع بروز خطر وجودي على الطائفة الشيعية ولبنان عموماً، برز الموقف الحازم للثنائي الوطني (أمل وحزب الله) الرافض لأي مسار يهدد الكيان الوطني. هذا الموقف جاء بعد اتصالات مكثفة مع قائد الجيش العماد جوزيف عون، الذي تعهّد بعدم الدخول في أي مسارات لا تخدم المصلحة الوطنية.

البعد الإقليمي.. زيارة لاريجاني نموذجاً

زيارة الدكتور علي لاريجاني إلى بيروت بعد بغداد حملت أبعاداً استراتيجية مهمة، حيث استمع لوجهة نظر الثنائي الوطني، وأكد أن إيران توافق على أي قرار يتخذه اللبنانيون بالتوافق. كما كشف في لقاءاته بعض تفاصيل العدوان الأخير على إيران، موضحاً أن الأمريكي يجمع بين الدعوة للمفاوضات وبين شنّ الاعتداءات، في ازدواجية تكشف حقيقة نواياه.

الأنظمة العربية وصمت غزة

في المقابل، ما تزال الأنظمة العربية صامتة أمام المأساة الإنسانية في غزة، مكتفية بالمحافظة على أنظمتها وسلطتها، فيما يصرّ السيد القائد الخامنئي على أن سقوط غزة يعني سقوط الضفة وغور الأردن، مع ما يحمله ذلك من تهديد مباشر للأمن القومي المصري والأردني والسوري، وصولاً إلى لبنان.

خاتمة

لبنان يقف اليوم أمام مفترق طرق حاسم: إما حماية وحدته الوطنية عبر التمسك بمعادلة “الجيش والشعب والمقاومة”، وإما الانزلاق في نفق مظلم يريده العدو الصهيوني وحلفاؤه. ما يجري ليس مجرد خلاف سياسي عابر، بل صراع وجودي على هوية لبنان ودوره في الصراع مع الاحتلال.