الشيخ نعيم قاسم من منبر الشهادة: المقاومة ضمانة السيادة وبوصلة بناء الدولة

0 minutes مدة القراءة
101 مشاهدة

كتب حسين مرتضى ..

أكد سماحة الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنّ المقاومة في لبنان لم تكن يومًا عبئًا على الدولة، بل كانت السند الحقيقي لها في مواجهة التهديدات الخارجية وحماية الأرض والشعب، معتبرًا أن خيار المقاومة هو من أعاد للدولة حضورها وهيبتها، ووفّر البيئة اللازمة للاستقرار السياسي والمؤسساتي.

كلام الشيخ قاسم جاء خلال احتفال تأبيني بمناسبة ذكرى أسبوع الشهيد القائد السيد فؤاد شكر (محسن)، في بلدة النبي شيت، حيث شارك حشد من الفاعليات الشعبية والسياسية والعسكرية.

خيارنا: المقاومة وبناء الدولة معًا

وشدّد الشيخ قاسم على أن حزب الله لم يختر بين الدولة والمقاومة، بل آمن بأن المسارين متلازمان. وقال: “المقاومة ليست بديلة عن الدولة، وليست متقدمة عليها، بل هي مكملة لها”، مضيفًا أن “بعض من يسوّقون أن المقاومة تعطل بناء الدولة يروّجون لمغالطة سياسية تفتقر إلى الدليل، وتستند إلى أهواء الخارج”.

وأكد أن المقاومة أثبتت، في كل المراحل، أنها الضمانة الحقيقية لإنجاز الاستحقاقات، من انتخاب رئيس الجمهورية إلى تشكيل الحكومة، مرورًا بتثبيت الأمن والردع الوطني.

السلاح.. شأن وطني وخيار شعبي

وفي ما يخص سلاح المقاومة، قال الشيخ قاسم إن هذا السلاح ليس مطروحًا للنقاش في بازار الإملاءات الخارجية، بل هو قرار وطني يُناقش ضمن معادلة الجيش والشعب والمقاومة. وأكد أن منطق المقاومة أثبت نفسه منذ التحرير عام 2000، مرورًا بانتصار تموز 2006، وصولًا إلى المعادلات الرادعة التي تحمي لبنان اليوم.

واشنطن… تشويه وتخريب

وحمّل الشيخ قاسم الولايات المتحدة الأميركية مسؤولية التوترات السياسية والاقتصادية في لبنان، معتبرًا أن مبعوثيها لا يأتون للمساعدة بل “لخلق المشاكل وتحريف الوقائع”، مضيفًا أن “أميركا لا تريد رئيسًا قويًا ولا دولة قوية، بل تسعى إلى تقويض المقاومة وإضعاف لبنان خدمةً للعدو الصهيوني”.

وتابع: “يريدون لبنان مستسلمًا ضمن مشروع التطبيع والخضوع، ونحن نرفض ذلك جملةً وتفصيلًا”.

الدولة أمام اختبار السيادة

واعتبر الشيخ قاسم أن أمام لبنان خيارين لا ثالث لهما: إما أن يكون دولةً ذات سيادة تحمي استقلالها وتدافع عن قرارها الوطني، أو أن يسلّم قراره للخارج ويخضع للإملاءات الأجنبية.

وشكر في هذا السياق كل من ثبّت موقفًا وطنيًا شريفًا في وجه التهديدات الأميركية والإسرائيلية، مشيرًا إلى أن وحدة الموقف الرسمي والشعبي كانت عاملًا أساسيًا في إفشال مشاريع الفتنة والتقسيم.

الشهيد القائد السيد فؤاد شكر: منارة في طريق المجاهدين

وختم الشيخ قاسم كلمته باستذكار الشهيد القائد فؤاد شكر، الذي اعتبره “من أعمدة التأسيس وأركان المقاومة”، مشيرًا إلى دوره الكبير في التصدي للعدوان الصهيوني، وموقعه الريادي في حرب تموز 2006، وصولًا إلى قيادته الجهادية في ملفات استراتيجية.

وقال: “السيد محسن كان رجلًا من طينة الأوفياء، حمل دم الحسين في قلبه، وكان يرى في الشهادة كمال الطريق، فمضى كما أحب، مقبلًا غير مدبر، ثابتًا كجبل عامل”.

ختامًا، أعاد خطاب الشيخ قاسم تثبيت معادلة المقاومة كجزء من النسيج الوطني اللبناني، ليس فقط في ميدان السلاح، بل في معركة بناء الدولة والكرامة والسيادة. فكانت الكلمة وفاءً لشهيد، ورسالةً للأمة، وموقفًا واضحًا لا لبس فيه: لن نتراجع عن خيار العزة، ولن نُسقط سلاح المقاومة ما دام الاحتلال والتهديد قائمين.