قراءة في الواقع اللبناني الحالي بعد التصعيد الاخير .. عملية اغتيال سماحة الأمين مابين الخرق التقني وامتصاص الصدمة
كتب حسين مرتضى ..السؤال الدائم والمستمر لسنوات كيف تمكن كيان الاحتلال من الوصول لعدد من قادة المقاومة وكيف تمكن كيان الاحتلال من تنفيذ جريمة اغتيال سماحة السيد وبكل واقعية لايوجد هناك اجابات واضحة خاصة وأن التحقيقات لم تستكمل كذلك الامر لم تستكمل حتى الآن المعطيات فمنذ اغتيال القائد الجهادي محسن شكر وصولاً إلى مجزرة البيجر وبعدها تنفيذ اغتيال عدد من قادة وحدة الرضوان ثم تنفيذ جريمة اغتيال سماحة الأمين العام لم تهدأ المقاومة مع التصعيد الميداني من قبل جيش العدو وحتى الآن لم يستكمل التحقيق.عملياً نحن أمام عمليات محرمة نفذها كيان الاحتلال لقتل أكبر عدد من المدنيين وهذه العمليات تعتبر عمليات إرهابية بالقانون الدولي.العملية الاكبر والتي تعتبر العملية اللغز هي عملية اغتيال سماحة السيد والتي بدأت بعدها مباشرة عملية العدوان على الجنوب والضاحية الجنوبية في بيروت والبقاع ولايوجد رواية واضحة لمعرفة كيف تم تنفيذ عملية الاغتيال.الرؤية الحالية ومن خلال تقاطع المعلومات نجد بأن العملية كانت عملية مركبة استخدمت فيها تقنيات الذكاء الاصطناعي والحرب السيبرانية إضافة لتجنيد بعض العملاء واستخدام أجهزة تنصت متطورة وضعت في أماكن متفرقة من الضاحية الجنوبية في بيروت.الموضوع ليس تقصير من قبل الامن الوقائي فنحن في حالة حرب يستخدم فيها العدو كل التقنيات الحديثة.وبالتالي لايوجد أي اختراق في الدائرة الضيقة لسماحة السيد والمحصورة بحدود ثلاثة أشخاص وهم قد استشهدوا معه.العدو نفذ عملية أمنية دقيقة اعتمدت على تقاطع المعلومات منذ مدة طويلة جداً من خلال عمليات تنصت والدليل على ما تم استخدامه في عملية اغتيال سماحة السيد من قوة تدميرية وصولاً إلى التأكد من استشهاد سماحته يدل على أن المسألة مرتبطة بما له علاقة بأمور تقنية وتجسسية خارجية وليس عامل بشري مقرب من سماحة السيد.وهنا لابد لنا من الإجابة على سؤال يتم طرحه مؤخراً بأن وجود قوات للمقاومة في سورية تم استثمارها أمنياً من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي وهنا نؤكد بأن حزب الله كان يساهم في محاربة الإرهاب دعماً للجيش والشعب السوري.وبما له علاقة بما له بعض الانتقادات فإن جزء كبير ممن يوجه هذه الانتقادات كان مساهماً بدعم الإرهاب في سورية.هناك محاولة تشويه لدور المقاومة إضافة لإستخدام الحرب النفسية وهناك الكثير من الأدلة على ذلك.والمشروع الذي كان يخطط للمنطقة كان مشروعاً كبيراً من البوابة السورية ولو أن هذا المشروع انتصر في سورية لتمدد إلى العراق ولبنان ولما كان كيان الاحتلال اليوم يقوم بعدوان ضد المقاومة في فلسطين المحتلة وفي لبنان.رئيس حكومة العدو تحدث عن مشروع استراتيجي في المنطقة الهدف منه تغيير خارطة المنطقة وهو يعتمد أيضاً على المجموعات الإرهابية والتي تعتبر أداة لكيان الاحتلال.وهنا لابد أن نذكر بأن نتنياهو كان يزور جرحى المسلحين وهم بحدود ٣٥٠ مسلح وهؤلاء قد تحولوا إلى ضباط تجنيد لدى كيان الاحتلال وهم قد شكلوا شبكات تجسس تعمل في لبنان وءورية والعراق ومازال هناك تواصل مع كيان الاحتلال.وبالتي فإن طبيعة المعارك والعمل العسكري الذي نفذته المقاومة كان يحتاج لوسائل اتصال وهنا قام كيان الاحتلال بتنفيذ اختراق أمني ساهم في عمليات الإستهداف الذي نفذها جيش الاحتلال لاحقاً خلال فترة طوفان الأقصى.رغم أننا تلقينا صدمة كبيرة جداً بفقدان سماحة الأمين العام ولكن على الصعيد التنظيمي تم امتصاص هذه الصدمة وتمت إعادة الترابط بين الجبهة وبين القيادة السياسية والحركة الاعلامية على مسارين.المسار الأول وهو مسار حزب الله السياسي والمسار الثاني المرتبط بالمقاومة الميدانية وبالفعل تم تجاوز الصدمة وترميم البنية التنظيمية والانتقال إلى مرحلة الهجوم.وعمليات المقاومة بدأت بالتصاعد وهناك ترابط بين غرفة العمليات وباقي أجهزة عمل حزب الله.حزب الله يعمل اليوم بتكتيكات مختلفة من الناحية الميدانية من حيث طبيعة الاهداف التي تختارها المقاومة داخل فلسطين المحتلة وهذا التكتيك هو رسالة واضحة من حزب الله وفي حال اشتدت شراسة المعارك سيكون هناك معادلات مختلفة في حال التصعيد الإسرائيلي من خلال استهداف المدنيين سيكون هناك رد مباشر من قبل المقاومة وسنكون أمام معادلة مختلفة. بالتأكيد العدو لايفهم إلا لغة القوة والعدو ينفذ كل أنواع الإجرام بحق المدنيين وتقديرات المقاومة بالتأكيد تلاحظ هذا الأمر وبالتالي لابد أن يكون هناك تصعيد مباشر لمنع كيان الاحتلال من تنفيذ المجازر بحق المدنيين.أما بالنسبة لمسألة تطبيق القرار ١٧٠١ فهناك خطأ في تفسير هذا الامر فالقرار صدر في العام ٢٠٠٦ والمقاومة وافقت في حينها عليه ولايوجد ماهو جديد في هذا السياق ومازال كيان الاحتلال رافضاً لتنفيذ هذا القرار ومازال ينتهك هذا القرار حتى الآن.وبالتالي يجب إلزام كيان الاحتلال بتطبيق هذا القرار.في الختام وبشكل شخصي أقول بأنه رغم كل رسائل التهديد التي تصلني من كيان الاحتلال والمجموعات الإرهابية فإن هذا الأمر يأتي في إطار الحرب النفسية رغم أن العدو يمكن أن ينفذ تهديده فإنني سأواصل اداء واجبي الإعلامي على أكمل وجه.