كيف تمكن حزب الله من تثبيت معادلة الردع واجبار الكيان على قبول القرار ١٧٠١ دون أي تعديل؟
كتب حسين مرتضى .. منذ بدء عدوان كيان الاحتلال على لبنان كان واضحاً مدى استعداد المقاومة لخوض حرب طويلة الأمد ومن خلال التصعيد الميداني الاستراتيجي من قبل حزب الله اضطر رئيس حكومة العدو الموافقة على قرار وقف إطلاق النار.هذه الموافقة جاءت بعد فشل كيان الاحتلال من تحقيق الهدف الإستراتيجي للحرب والمتمثل بتفكيك حزب الله وإعادة المستوطنين إلى الشمال.ومع تعيين الخيار الجديد لنتنياهو في وزارة الدفاع، كان الانطباع السائد أن المعركة لن تنتهي قريبًا. لذا فإن دراسة المسار الذي أدى إلى وقف إطلاق النار يمكن أن يكشف عن قضايا هامة في المنطقة.إن قرار وقف إطلاق النار جاء على وقع فشل نتنياهو بتحقيق أهداف الحرب حيث اضطر إلى قبول القرار حيث قدم تنازلاً في هذا الإطار خاصة وأنه لم يتمكن من إعادة المستوطنين إلى شمال فلسطين المحتلة.إن أبرز ما ظهر في هذه المعركة هو أن إسرائيل لديها الكثير لتخسره مقارنة بحزب الله. فإسرائيل يمكن أن تتعرض للضرر من عدة جوانب، بما في ذلك التوتر الداخلي. أما حزب الله، بفضل هيكله الأيديولوجي الذي تم ترسيخه على مدى السنوات، فإنه قادر على مواصلة نشاطه حتى لو فقد معظم قادته وزعمائه.إن المعلومات التي تم تداولها حول مسودات وقف إطلاق النار تشير إلى أن العديد من الشروط التي كانت إسرائيل تعتبرها أساسية لتحقيق الاتفاق لم تتحقق. هذه الشروط، التي دفعت إسرائيل مرتين إلى رفض خيار الهدنة ومواصلة الحرب، يمكن تلخيصها كالتالي:• إنشاء منطقة عازلة بين لبنان وإسرائيل• إخلاء القرى الحدودية جنوب لبنان من السكان• تدمير البنية التحتية الصاروخية لحزب الله.• رفض الرقابة الفرنسية على تنفيذ وقف إطلاق النار.• ضمان حرية العمل العسكري لإسرائيل في لبنان.لقد تمكن حزب الله من رفض الشروط الصهيونية بقوة النار وثبت معادلة الردع الاستراتيجي.