100 يوم أدار فيها ترامب بلاده والعالم بلا ضوابط معتمدًا على “حدسه”

0 minutes مدة القراءة
135 مشاهدة

تجاوز دونالد ترامب، على مدى نحو 100 يوم في البيت الأبيض، الحدود المعتادة لسلطة الرئيس الأميركي، وجعلها طوع رغبته، من توبيخ نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى تهديد القضاة، وإشعال حرب تجارية عالمية، مرورًا بأمر تنفيذي يتعلق بضغط مياه الاستحمام.ولم يتردد ترامب، مطلع نيسان/أبريل، في القول إن “الولاية الثانية هي فعلاً أقوى بكثير”.هيمن معيار القوة على الأشهر الثلاثة الأولى للثري الجمهوري في البيت الأبيض. لكن، بخلاف الولاية الأولى (2017–2021)، حين أحاط نفسه ببعض الوزراء والمستشارين والعسكريين الكبار القادرين على كبح جماحه، اختار ترامب هذه المرة أن يجمع حوله فريقًا من الأوفياء الذين يؤكد أنهم يتيحون له الحكم معوّلًا على “حدسه”.استخدم ترامب (78 عامًا) هذا التعبير لدى الحديث عن سياسته بشأن التعرفات الجمركية، القائمة حتى الآن على إعلانات صادمة وانعطافات مفاجئة.وتقول أستاذة العلوم السياسية في جامعة غرينيل، باربارا تريش: “هذه المرة، أحاط الرئيس نفسه بمستشارين لا يطبقون فقط مناورات القوة الجريئة التي يريد هو القيام بها، بل يشجعون عليها في بعض الأحيان”.وإذا كان لصورة أن تختصر الولاية الثانية، فهي ترامب الجالس في المكتب البيضاوي الذي زيّنه بالتحف المذهبة، محاطًا بوزراء يقابلون تجاوزاته بالضحك، وصحافيين يطرحون عليه الأسئلة بينما يوقّع أمرًا تنفيذيًا تلو الآخر.يحذّر الخصوم من أن النظام الذي أقامه ترامب ونصّب نفسه مركزًا أوحد له، يهدد الهيكل الدقيق الذي أرساه الدستور لتحقيق توازن مع الصلاحيات الرئاسية.يرتكز التوازن السياسي في الولايات المتحدة على السلطتين التشريعية والقضائية. لكن الكونغرس، الذي يهيمن عليه الجمهوريون، يُظهر حتى الآن ولاءً لا لبس فيه للرئيس الحالي، إلى حد أن النائبة كلاوديا تيني تقدمت باقتراح لجعل يوم ميلاد ترامب عطلة رسمية.أما القضاة، فقد وجّه ترامب انتقادات إلى كثيرين منهم، واتهمهم بأنهم “يريدون تولّي صلاحيات الرئاسة”. حتى إنه استشهد يومًا بنابوليون ليشرح موقفه بقوله: “من يخلص البلاد لا ينتهك أي قانون”. ومن ثم، فهو يهدد القضاة الذين يعترضون على بعض قراراته.